responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 295
عادوا ورجعوا بالخيانة سيمكنك ثانيا وثالثا فلا تبال بهم وبخيانتهم معينك وناصرك يعصمك من مكائدهم وَاللَّهُ المطلع لمخائلهم عَلِيمٌ بنياتهم حَكِيمٌ بمجازاتهم يجازيهم على مقتضى علمه.
ثم قال سبحانه إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وأيقنوا بتوحيد الله تعالى ووجوب وجوده وَهاجَرُوا عن بقعة الإمكان طالبين الترقي الى المراتب العلية الوجوبية وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ منفقين لها ليتجردوا عنها ويطهروا نفوسهم عن الميل والمحبة إليها وَأَنْفُسِهِمْ ممسكين لها عن مقتضياتها ومشتهياتها باذلين بها فِي سَبِيلِ اللَّهِ ليتحققوا بمرتبة الفناء فيه وليفوزوا ببقائه الأزلي الأبدي وَهم المهاجرون الَّذِينَ تحققوا بمرتبة التوحيد وتمكنوا فيها بحيث قد آوَوْا اى مكنوا ووطنوا يقينا من يرجع إليهم ويسترشد منهم من اهل الطلب والارادة وَبعد تمكينهم وتوطينهم نَصَرُوا وأعانوا عليهم بالتنبيهات اللائقة امدادا لهم بالواردات الغيبية والإلهامات القلبية والمكاشفات العينية أُولئِكَ
السعداء المقبولون عند الله الوالهون في بيداء ألوهيته بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يتناصرون ويتعاونون الى ان يرتفع تعددهم وتضمحل كثرتهم وسقط الافتراق والاجتماع عنهم وانقطع السلوك والطلب منهم وفنى السالك والسلوك والمسلك وبقي ما بقي لا اله الا هو ولا شيء سواه وكل شيء هالك الا وجهه وَالأبرار الَّذِينَ آمَنُوا بالله ورسله وَلَمْ يُهاجِرُوا نحو الفناء فيه ما لَكُمْ ايها الوالهون الواصلون مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهاجِرُوا ويتشمروا لسلوك مسلك الفناء وَبعد ما دخلوا باب الطلب إِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ واستعانوا منكم فِي الدِّينِ اى في سلوك طريق التفويض والانقياد والمعرفة واليقين فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ اى لزم عليكم ان تنصروهم وتعينوا عليهم ليغلبوا على جنود القوى البهيمية والشياطين الشهوية والغضبية إِلَّا عَلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ من جنود النفوس اللوامة المعطلة لغوائل الامارة الخبيثة ووخامة عاقبتها وَاللَّهُ المطلع لجميع حالاتكم بِما تَعْمَلُونَ من النصر والإعانة بَصِيرٌ يجازيكم على مقتضى بصارته وخبرته
وَالَّذِينَ كَفَرُوا بالله ولم يتفطنوا لسر سريان وحدته الذاتية السارية في جميع الأكوان ولم ينبهوا للفناء في ذاته ومع ذلك قد كذبوا الرسل المنبهين المبشرين المنذرين لهم إصلاحا وارشاد أولئك الأشقياء المردودون عن ساحة القرب بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يتعاونون ويتعاضدون في كفرهم وجهلهم مع إخوانهم بلا ولاية وودادة بينكم وبينهم إِلَّا تَفْعَلُوهُ يعنى ان لم تفعلوا ايها المؤمنون ما أمرتم به من موالاة الأولياء ونصرهم ومعاداة الأعداء والاعراض عنهم بل توالون أنتم مع الأعداء مثل موالاتكم مع الأولياء تَكُنْ فِتْنَةٌ وتحصل حينئذ بلية بينة ومصيبة عظيمة سار أثرها فِي اقطار الْأَرْضِ وَيحدث فيها بسببها فَسادٌ كَبِيرٌ الا وهو ضعف الايمان وقلة أوليائه وقوة الكفر وكثرة اودائه إذ أنتم حينئذ تحبون الكفرة وكفرهم وهم في أنفسهم يبغضونكم وايمانكم ولا فساد اكبر منه
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا اى سلكوا وسافروا عن بقعة الإمكان نحو فضاء الوجوب بعد ما تحققوا باليقين العلمي وَجاهَدُوا وارتاضوا بحيث تحققوا بالموت الإرادي وانخلعوا عن جلباب التعين فِي سَبِيلِ اللَّهِ الذي هو الفناء فيه ليتحققوا باليقين العيني وَالَّذِينَ آوَوْا ووالوا اولياء الله اهل الارادة وَنَصَرُوا ارباب الطلب أُولئِكَ الواصلون المبرورون هُمُ الْمُؤْمِنُونَ المتحققون الثابتون المثبتون في مرتبة اليقين الحقي حَقًّا ثابتا لائقا بلا دغدغة استكمال ووسوسة انتظار متقررين في مقر التوحيد ومقعد الصدق عند مليك مقتدر

اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 295
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست